مشاركة :

| كلمة حرة
Logo

فليحيا الشعب العنيد

من أجل شعبنا العنيد نعمل ، ونتوكل على الله ، ونفتتح موقع حركة سورية الأم لهذا الشعب الشامخ الصابر فهو حادي درب الحرية مهما طال الطريق.

لا يلحق هذا الشعب أن يتنفس حريته إلا ويأتيه بعدها من يخنق أنفاسه ، وماإن اتفقت بلاد الشام في المؤتمر السوري الأول (1919-1920) على دستور وملك حتى انقض عليها المحتلون الفرنسيون بعد ستة أيام فقط وأجهضوا تأسيس الدولة المدنية السورية الأولى ، ولم يستسلم السوريون فقاوموا المحتل ، ورفضوا التقسيم و رووا سورية بدمائهم ليطل فجر الاستقلال في 17 نيسان 1946 ، ولم تمهل الولايات المتحدةُالسوريينَ إلا عاماً وثلاثة أشهر للتدخل بشكل فج في أول انتخابات حرة بعد الاستقلال ، وبالكاد صحا السوريون من هذه التدخل ليتم تدبير خمسة انقلابات عسكرية خلال خمسة أعوام! الأول منها في 30 آذار 1949 بتدبير أميركي أيضاً وهو أول انقلاب في كل البلاد العربية ، وتدافعت الأيدي الأميركية والفرنسية والبريطانية في الانقلابات الأخرى.

عادت الحياة الدستورية في 1 آذار 1054 وحتى 12 شباط 1958 وبدأ السوريون  يستعيدون قرارهم إلى أن اندفعوا مرحبين بوحدة كان إثمها أكبر من نفعها ، فانفصلوا عنها في 28 أيلول 1961 ، و ماإن بدأوا بإعادة ترتيب بلدهم حتى انقض البعث بانقلاب عسكري في الثامن من آذار 1963 كان بداية مرحلة تقوض كل الحريات وقيام سلطة تحكم بالحديد والنار والسجون وتصادر كل مقدرات البلد لصالحها.

منذ آذار 1963 وحتى اليوم مضت ثمان وخمسون سنة تم فيها تقويض كل بنية وطنية وسلخ السوريين من هويتهم وتشويه نفسياتهم ومحو ذاكرتهم وزرع كل أسافين العداوة بينهم وإذكاء الطائفية والمناطقية ، بل تم خلق مظلوميات عارمة ، بحيث اعتقد كل السوريون أنهم مظلومون من قبل بعضهم بينما المحرك الرئيس متوارٍ ، فإن ظهر فبصيغة الحكم القهري للجميع الذي يقدم نفسه وسيطاً زائفاً كيلا يتفتتوا أكثر.

 انتهت اللعبة ، وهبت رياح الحرية ، وحملها جناح سلمي مدني ، وعسكري مقاتل حاول النظام الانحراف به والدول التلاعب به ( بعض الانتهازيين كانوا ينتظرونه لينجح منهَكاً ؛ فيركبوا عليه ، أو ينكسر مُنهِكاً العصابة الحاكمة فيدعسوا عليه ويتباروا في البراءة منه ؛ دون أن يتكلفوا موقفاً إيجابياً واحداً معه ؛ سواء دفاعاً عنه ، أو تقويماً مخلصاً لسيره ومصححاً عادلاً لأخطائه ).

ثم تشرذمت جهود كثيرة وتوهم النظام أنه قد انتصر وخنَق الحريات وعلق مشانق رجالها، ومازال على بجاحته يعتبر كل خارج عليه إرهابياً ويريد أن تعتمد الدول ذلك ، مغمضاً عينيه عن أن موضوع الإرهاب سيلاحقه حتى يطيح به ، ومالم يدركه أن حجم الدم الذي سفكه أكثر استعصاء من أن تستطيع أية دولة لمّهُ لصالح النظام سياسياً أو مادياً ، وأن المنطقة تزداد هشاشة ، ومن مصالح الدول أن تستقر سورية ولو في الحدود الدنيا ، ومايزال بعضها يقامر على النظام لعله يحيا من الرميم ، ولكن في أعماقهم يسلمون بمعاني حوار مع مسؤول دولي من القوى المحتلة لسورية :

-        أنتم تريدون بلداً واحداً قوياً أم أشلاءَ بلد ممزق ؟ -        بالطبع نريد بلداً قوياً موحداً .

هل تعجبكم المعادلة التالية : نصف الشعب قد يكون مع السلطة (طوعاً أو كرهاً ) والنصف الثاني سيبقى ضد السلطة لو قتل أولاده أمام عينيه ؟

نعم يبدو هذا موضوعياً وصحيحاً  ....

-        جيد مادمتم سلمتم بذلك فقد أقررتم أن سورية لا يمكن أن تستقر بوجود ذلك الرجل ، وهو أكبر عاجز عن لمّها مرة أخرى ! هل هذا صحيح ؟ م م م .. م م م ، لقد سلمتم بالمقدمة فلا يمكنكم الهرب من النتيجة ، وهي أن على ذلك الرجل أن يرحل !

السلطة تتآكل يوماً بعد يوم ، وستتآكل أكثر ، وحجم الآلام لن يدعها تستقر؛ لاهي ولا من يدعمها ، والانتخابات القادمة لقيت من الآن مقاطعة واسعة حتى من قبل أتباع النظام ، وستزيد الأمور تعقيداً .

الشيء الوحيد الذي قد تستطيعه هو زيادة آلام الناس وهذا يعني المزيد من المقاومة الصامتة والعناد ، وشعب التشيلي الذي جر جلاده بينوشيه وعمره 94 عاماً إلى المحكمة قد يكون شعبنا أكثر عناداً وإصراراً منه بكثير .

ندعو دائماً إلى السلم الأهلي ، والتراحم وإرساء مبادئ للعدالة والحقيقة ، وإنصاف كل السوريين  فهم جميعاً أهلنا ، ولكن الأيدي التي سفكت الدماء لايمكن غض النظر عنها ، وهناك أوراق عديدة ما تزال في أيدي حملة الحرية ، وإحداها ماقامت به منظمة توثيق استخدام الأسلحة الكيميائية ، فقد استطاعت بالتعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن تجمد عضوية النظام بتصويت 87 دولة بعد أن كانت 45 دولة هي المتعاطفة مع الأمر .

هناك ملفات يتم العمل الصامت عليها ، وستؤتي ثمارها مهما طال الوقت ، وحتى لوطرحت في مجلس الأمن وفشلت بفيتو روسي صيني ، فهناك أبواب عديدة منها الاتحاد من أجل السلام المنبثق من الأمم المتحدة ولا يحتاج موافقة أي عضو في مجلس الأمن ، وبإمكانه إنشاء محكمة خاصة لمجرمي الحرب ربما تضاهي محكمة نورمبرغ الشهيرة لمحاكمة القادة النازيين .

وأمام الدول حلان في النهاية لاثالث لهما : تغيير سياسي للنظام أو أبواب جهنم التطرف القادم ، وهذا كله قبل الاشتباك الصيني الأميركي المتوقع في المنطقة مهما طال تأخره والذي يُحشِّد له الجميع من الآن.

شعبنا هادئ لكنه عنيف عندما تضيع حقوقه ، وهو صامت لكنه لا يكل ولا يمل لانتزاع حريته ،

متسامح مع الطيبين وعنيد في وجه الظالمين ، حسنٌ .. ! عنيد لدرجة أنه يتحمل بشكل مذهل ويتألم ويعاني ولكنه في لحظة ما .. لا يتوقعها أحد يقوض كل الظالمين.

Logo

حركة سورية الأم - الموقع الرسمي
للتواصل معنا : info@omsyrm.com

حركة سورية الأم حركة وطنية مجتمعية ذات تأثير سياسي ، وتوجه نابع من الفكر السوري الوسطي ، تسعى لإنقاذ سورية وبنائها ، وتعزيز الحاضنة الوطنية ، وهدم الاستبداد ، و تعبر عن طموح الشعب السوري في بناء دولة المواطنة وسيادة القانون ، وتحقيق آماله في الحرية والكرامة . تؤمن الحركة بأن سورية كنز إنساني ، وأن الشعب السوري شعب حي عريق وله دور حضاري تجديدي وفريد.

© Copyright 2023 Our Mother Syria Movement , All rights reserved.